
مع قرب انطلاق كل نسخة من نسخ كأس القارات ، تستحضر الأذهان و تعود الذاكرة إلى سنة 2003 ، و بالضبط إلى مباراة نصف نهائي المسابقة التي نُظمت بفرنسا و جرت بين المنتخب الكاميروني و نظيره الكولومبي حيث توقف قلب متوسط ميدان المنتخب الكاميروني مارك فيفيان فوي عن الخفقان بعد لحظات من خروجه من أرضية الميدان مُحملا على عربة تُسابق الزمن لإنقاذ الدولي الكاميروني ، في مشهد مأساوي دمعت له الأعين و اهتزت له قلوب اللاعبين و المشاهدين الذين لبثوا شاخصين . و رغم مشهد خروج فوي من الملعب ، تحامل لاعبو المنتخب الكاميروني على مشاعرهم و تحدوا أنفسهم من أجل اقتناص فوز ثمين يُهدوه لزميلهم الذين ظنوا أنه سيقاسمهم فرحة التأهل إلى نهائي المسابقة الذي حُقق عبر هدف بيوس ندييفي ، لكن دون أن يبلغوا مبتغاهم حيث وافت السقاء فوي المنية عقب فترة زمنية قصيرة من الملعب و هو متوجه للمستشفى على متن سيارة الإسعاف . الصدى السودودي الذي خلفه وفاة فوي ، لم يزد مكونات المنتخب الكاميروني إلا عزيمة على اقتناص اللقب في النهائي أمام البلد المُنظم المنتخب الفرنسي لإهداءه لروح زميلهم الفقيد ، و رغم فشلهم في تحقيق ذلك تكفل مهاجم المنتخب الفرنسي تييري هنري الذي سجل هدفا في أخر دقائق المباراة و باقي أفراد المنتخب بهذا الواجب ، إذ قاموا بدورة شرفية رفقة مكونات المنتخب الكاميروني بعد انتهاء المقابلة مُحملين بصور الفقيد و قسماتهم تطغى عليها الوجوم . حادث مارك فيفيان فوي كشف النقاب عن مجموعة من الإختلالات التي كانت و لا زالت تعرفها اللعبة ، كما طرح جملة من التساؤلات حول الظروف الصحية للاعبين ، و مدى احترامهم للخضوع الدوري للفحص و المراقبة الطبي . و كما نأمل أن ننعم بمسابقة مُفعمة بالإثارة و المتعة ، نتوسم كذلك مسابقة في بلاد السامبا خالية من مشاهد مأسوية كتلك التي شهدتها فرنسا سنة 2003 .